نستذكر في هذا اليوم بألمٍ بالغٍ، الذكرى السنوية السابعة والثلاثين لجريمة الأنفال الأليمة، التي ارتكبها النظام البعثي الشوفيني بحق أبناء شعب كردستان الأبي، والتي شكّلت واحدة من أبشع صفحات الإبادة الجماعية في تاريخ العراق الحديث، وخطت صفحة سوداء في تاريخ جرائم ذلك النظام، وبشاعة رموزه وأزلامه.
إنّنا أذ نُحيي بطولات الضحايا الأبرار الذين قارعوا الظلم ببسالة منقطعة النظير، ونُثمّن صمود شعب كردستان الذي وقف شامخاً في مواجهة الاستبداد، جنباً إلى جنب مع إخوانهم من أبناء محافظات الوسط والجنوب، في نضال وطني مشترك ضد الديكتاتورية والطغيان، فأننا نؤكد على ضرورة إنصاف الضحايا وذويهم، وتعويضهم معنوياً ومادياً، بما يحقق العدالة الانتقالية، ويُعيد الاعتبار لتضحياتهم الجليلة.
كما ندعو إلى إستلهام دروس الماضي، بما يمنع العودة إلى نهج التسلّط والاستفراد، والمضي قُدماً باتجاهِ بناءِ دولة ديمقراطية مدنية، تقوم على التعددية، والتعايش السلمي، والسلم الأهلي، وتكفل المشاركة الفاعلة لجميع مكونات الشعب العراقي في الحكم وصناعة القرار، إذ إنّ ترسيخ الديمقراطية التشاركية، وتثبيت مبادئ العدالة والمساواة، هو الطريق الضامن لمنع تكرار المآسي، وصون وحدة العراق وتنوعه.
نسأل الله الرحمة والمغفرة شهدائنا الأبرار، وأن يديم نعمة الأمن والإستقرار على العراق وشعبهِ.