انقلاب المعايير في التعاطي السياسي يثير الدهشة والاستغراب لدى الشعب العراقي، فالملاحظ أن الأشخاص السيئين المؤذين أو الحاقدين المرتبطين بأجندات خارجية الذين أثاروا الفتن وعبّأوا الطائفية وساهموا في انتشار الفوضى والدمار وكل المعاناة التي مرت على شعبنا، يُكافأون وهم محط احترام وتقدير الدولة وفوق القانون والمساءلة، فكم مجرمٍ سفك الدم تم إرجاعه وكرِّم بوزارات ونُفذت له مشاريع وتمويل؟ وكم مخلص وطني انزوى على جنب لأنه لا يُشكل تهديداً؟إن هذا التعاطي يُشجّع المجرم ليمتهن الانتحار بدماء الناس، ويجعل الشرفاء والوطنيين بحالة من الإحباط واليأس، إذ يبدو أن القوم يحترمون المؤذي المشاكس العميل، ولا يقدّرون الوطني المخلص، وقائمة الشواهد كثيرة، والشعب يراقب ويستغرب ويريد جواباً: لماذا أُعطيت الدماء إذا كان يمكن إيجاد صفقة سياسية
